في استعراضنا الأسبوعي للأماكن ذات العلاقة بالفن والتاريخ وقع اختيارنا هذا الاسبوع على زقاق وحي «كوم الدكة» في الاسكندرية، وكوم الدكة هو الموقع الذي يأتي على ذكره كل من يستطلع سيرة حياة الفنان المصري الكبير «فنان الشعب» في مصر «سيد درويش» وواضع موسيقى السلام الوطني لجمهورية مصر «بلادي.. لك حبي وفؤادي». قمنا عزيزي القارىء بجولة في حي كوم الدكة الاسكندراني الشهير للتعرف على الموقع وعلى سيد درويش نفسه من خلال سكان الزقاق والممر والحارة التي ولد وعاش فيها طفولته وشبابه ونجوميته التي ملأ الدنيا فنا من خلالها أو منطلقا منها لنجري حوارات مع بعض أحفاد جيران سيد درويش الذين جاور آباؤهم وأحفادهم سيد درويش وعائلته.
ذهبنا الى كوم الدكة في رحلة استطلاعية لموقع ميلاد فنان الشعب سيد درويش لنجده بيتا متواضعا أشبه بغرفة كبيرة اطوالها نحو 8 × 5 فقط مبنية بالحجر واشتقاقات المطبخ والحمام من جملة مساحتها الكلية دون ان تحوي نوافذ.
في تقصينا للمنزل «المصور وأنا» لم نتعب أو نتأخر كثيرا في بلوغ الموقع لأنه بدا كمزار كل أهل الحي والمنطقة بل كل أهل كوم الدكة وأهل الاسكندرية يعرفونه ويقتادونك إليه متسربلا بأغلال من حب التاريخ وفن الرجل المليء بالإنجازات الموسيقية رغم قصر عمره في تباين واضح بين العمر كإنسان وبين ثراء عطائه الساكن في وجدان العرب بشكل عام بل وفي ضمير الموسيقى العالمية التي استوعبت بعض محطاتها إبداعات سيد درويش وأخذتها للعالمية.
الجيران يتحدثون
وفي جولتنا تحدث الكثيرون من جيران عائلة درويش لـ«عكاظ» عن ما يعرفونه عن الشيخ سيد من آبائهم وأجدادهم فقالت «ف. ت. م»: نعم كانت جدتي تحكي لي الكثير عن الشيخ سيد الذي كنا أول جيرانه وما زال البيتان متجاورين ونحن نعتبر انفسنا محظوظين كأسرة مجاورة لبيت سيد درويش هذا الفنان العظيم الذي ملأ دنيانا فنا وموسيقى.. إنه محل فخر كبير ان تكون اسرتانا متجاورتين. ثم ان هذا البيت انتج اسماء كبيرة في عالم الفن، فمثلا الشيخ حسن البحر درويش كان قد رزق بابن له علاقة بالفن وكذلك غيرهم من الابناء لهذه العائلة، مثل النجم إيمان البحر درويش الذي لمع كفنان في ثمانينيات القرن الماضي وهو من أحفاد الشيخ سيد.
ومن ناحيته تحدث إلينا ايضا الاستاذ محمد عبدالرحمن من جيران بيت آل درويش وهو الذي يعيش في الولايات المتحدة الامريكية ويقضي اليوم إجازة في الاسكندرية مصادفة فقال: أبي عاش هنا وأنا نشأت أيضا هنا في هذه الحارة. وأشار الى شقة خلفه في الدور الثاني للمبنى المجاور لبيت الشيخ سيد الأصل ليقول: في هذه الشقة عاش الشيخ سيد آخر ايامه وهنا نشأ وتربى في الشقة الفنان إيمان البحر درويش.
وعن بقاء اسرته طوال ما يقرب من مئتي عام في هذا الحي قال: نحن هنا ابناء حي كوم الدكة لا نغادره ابدا مهما اخذتنا الحياة في الغربة شرقا وغربا.
كما تحدث الاستاذ كمال -وهو مسيحي من كوم الدكة وأحد سكان الزقاق وهو قليل سمع- عن اسرة درويش قائلا: أرى كثيرا الفنان الشاب ايمان البحر درويش حفيد سيد درويش، حيث يأتي الى الآن بين الفينة والأخرى ونقضي وقتا معه فهو من «ريحة الحبايب»، كما يقولون. وابي كان ذا صلة مباشرة بالشيخ سيد رحمه الله.
من هو سيد درويش
ولد فنان مصر الكبير سيد درويش في هذا البيت وهذا الحي «كوم الدكة» في 17 مارس 1893 وتوفي في منتصف سبتمبر 1923 أي انه لم يعش الا ثلاثين عاما ملأ فيها الحياة في تلك الفترة فنا وموسيقى وألحانا خالدة.. خلدت اسمه وخلدت ايضا مرحلة هامة من حياة مصر اجتماعيا وثقافيا وفنيا، ولد سيد درويش لأب بحار فقير من ابناء كوم الدكة يمتلك فقط شبه ورشة لصناعة المنتجات الخشبية ومستلزمات البحر من الأخشاب.
اما بداية سيد درويش فكانت في المعهد الديني في الاسكندرية، حيث استكمل حفظ القرآن وتجويده وكان ذلك في العام 1905، أي عندما كان في الثانية عشرة من عمره، وفي هذا يلتقي مع الكبار من أهل الفن من بعده، مثل الموسيقار محمد عبدالوهاب وام كلثوم وزكريا احمد وغيرهم، الذين كانت انطلاقتهم دينية ومن تلاوة وحفظ القرآن تحديدا.
سافر سيد درويش عندما أطل على الناس كمطرب يافع وموسيقي مليء بالموهبة الى حلب، حيث ارتوى فنا وموسيقى وسمع غناء أهل الشام وأخذ الكثير من أقطاب أهل الفن هناك إلا انه عاد الى مصر في العام 1912 ولم يلبث ان اصبح نجما لامعا لم يصل احد غيره في الجودة التي وصلت اليها الحانه واعماله العبقرية في الموسيقى.
وفي العام 1917 بدأ نشاطه المسرحي، وفي المسرح الغنائي تحديدا، مع فرقة جورج ابيض الذي اسس المسرح القومي في مصر ولحن مجموعة كبيرة من الروايات المسرحية ولحن ايضا العديد من مسرحيات نجيب الريحاني وتفاعل كثيرا مع ثورة 1919 وقدم الكثير من الاعمال الموسيقية الوطنية التي غدت ملامح لمصر في دنيا الفن، وكان أهم هذه الاعمال تلحينه أو وضعه للسلام القومي المصري الذي غدا رمزا لموسيقى مصر والذي عمد الرئيس الراحل انور السادات في نهاية السبعينيات كلا من موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب وميشيل المصري بإعادة توزيعه وتنفيذه في تسجيل جديد دون المساس بجوهره كهيكل موسيقي مكتمل، وحدث هذا حيث أنعم بعدها السادات بالدكتوراة الفخرية على عبدالوهاب.
ويقول المؤرخ المصري فكري بطرس في الطبعة الثالثة من كتابه (أعلام الموسيقى والغناء العربي في المائة سنة الماضية)، والصادر في العام 1964: «بهذا الموسيقار الخالد بدأ عهد جديد لتأريخ مصر الفني، فقد نهض سيد درويش بموسيقانا وطورها إلى ألحان شعبية خالصة، وقد حمل سيد درويش مشعل هذه النهضة بجدارة، فأكمل رسالة عبده الحامولي؛ إذ أن الحامولي استطاع أن يحرر الأغنية العربية من الأثر التركي والعبارات الغريبة عنها، فأصبحت الأغنية العربية خالصة أن جعلها واقعية، فيحس من يغنيها بأحاسيس الجماهير العربية ونبضاتها». إلى أن يقول: «نريد أن نقول مما تقدم إن سيد درويش كان صاحب مدرسة جديدة في تطور الأغنية العربية إلى أغنية تنبض موسيقاها بكل كلمة فيها، وتستطيع أن تحس من ألحانها بمعاني كلماتها، كما يمكنك أن تشهد من ألحانها صورا حية من معانيها وألفاظها، كما أن سيد درويش انتقل بالأغنية إلى عالم الواقع، فلم تعد في الأغنية رتوش، بل أصبحت صورة حية صحيحة تمثل الجيل الذي كان يعيش فيه».
ويذكر فكري بطرس في كتابه أيضا أن سيد المسرح الغنائي في مصر سلامة حجازي عندما قدم سيد درويش في ظهوره الأول إلى جانبه مع فرقة جورج أبيض على تياترو عباس في القاهرة عام 1916 قدمه للجمهور قائلا: «احفظوا اسم هذا الشاب جيدا، واذكروا أني فخور به معتز بفنه».
تراث سيد درويش
في عمره القصير حقق سيد درويش ما لم يحققه الاوائل أو من تبعه في عالم الفن والإبداع، حيث ترك قوائم عمل فني كبيرة كانت تراثا فنيا ثريا كان منه عشرة ادوار، ثلاثة منها مسجلة بصوته ودور واحد مسجل وموجود بصوت محمد انور «يوم تركت الحب»، كما انه وضع عددا ليس بالقليل من الموشحات، حيث بلغت نحو 17 موشحا على النمط القديم، منها الموشح الشهير «منيتي عز اصطباري» وموشح «يا عذيب المرشف»، كما كانت له الكثير من الأغنيات التي هي بحكم ما يردده كل المواهب العربية في الغناء والموسيقى، ومما يذكر من تاريخ سيد درويش امام الباحثين في تاريخه الفني انه قدم نحو 22 اوبريتا خلال 6 سنوات فقط من حياته الفنية، كما ألف عشر سيمفونيات موسيقية تعد هي الأبرز عربيا، أما بالنسبة للأغنيات فلحن الكثير من الطربيات والاغنيات الخفيفة، حيث له نحو 50 اغنية خفيفة غير الطربيات حفظها ورددها العالم العربي وما زال يرددها.
ذهبنا الى كوم الدكة في رحلة استطلاعية لموقع ميلاد فنان الشعب سيد درويش لنجده بيتا متواضعا أشبه بغرفة كبيرة اطوالها نحو 8 × 5 فقط مبنية بالحجر واشتقاقات المطبخ والحمام من جملة مساحتها الكلية دون ان تحوي نوافذ.
في تقصينا للمنزل «المصور وأنا» لم نتعب أو نتأخر كثيرا في بلوغ الموقع لأنه بدا كمزار كل أهل الحي والمنطقة بل كل أهل كوم الدكة وأهل الاسكندرية يعرفونه ويقتادونك إليه متسربلا بأغلال من حب التاريخ وفن الرجل المليء بالإنجازات الموسيقية رغم قصر عمره في تباين واضح بين العمر كإنسان وبين ثراء عطائه الساكن في وجدان العرب بشكل عام بل وفي ضمير الموسيقى العالمية التي استوعبت بعض محطاتها إبداعات سيد درويش وأخذتها للعالمية.
الجيران يتحدثون
وفي جولتنا تحدث الكثيرون من جيران عائلة درويش لـ«عكاظ» عن ما يعرفونه عن الشيخ سيد من آبائهم وأجدادهم فقالت «ف. ت. م»: نعم كانت جدتي تحكي لي الكثير عن الشيخ سيد الذي كنا أول جيرانه وما زال البيتان متجاورين ونحن نعتبر انفسنا محظوظين كأسرة مجاورة لبيت سيد درويش هذا الفنان العظيم الذي ملأ دنيانا فنا وموسيقى.. إنه محل فخر كبير ان تكون اسرتانا متجاورتين. ثم ان هذا البيت انتج اسماء كبيرة في عالم الفن، فمثلا الشيخ حسن البحر درويش كان قد رزق بابن له علاقة بالفن وكذلك غيرهم من الابناء لهذه العائلة، مثل النجم إيمان البحر درويش الذي لمع كفنان في ثمانينيات القرن الماضي وهو من أحفاد الشيخ سيد.
ومن ناحيته تحدث إلينا ايضا الاستاذ محمد عبدالرحمن من جيران بيت آل درويش وهو الذي يعيش في الولايات المتحدة الامريكية ويقضي اليوم إجازة في الاسكندرية مصادفة فقال: أبي عاش هنا وأنا نشأت أيضا هنا في هذه الحارة. وأشار الى شقة خلفه في الدور الثاني للمبنى المجاور لبيت الشيخ سيد الأصل ليقول: في هذه الشقة عاش الشيخ سيد آخر ايامه وهنا نشأ وتربى في الشقة الفنان إيمان البحر درويش.
وعن بقاء اسرته طوال ما يقرب من مئتي عام في هذا الحي قال: نحن هنا ابناء حي كوم الدكة لا نغادره ابدا مهما اخذتنا الحياة في الغربة شرقا وغربا.
كما تحدث الاستاذ كمال -وهو مسيحي من كوم الدكة وأحد سكان الزقاق وهو قليل سمع- عن اسرة درويش قائلا: أرى كثيرا الفنان الشاب ايمان البحر درويش حفيد سيد درويش، حيث يأتي الى الآن بين الفينة والأخرى ونقضي وقتا معه فهو من «ريحة الحبايب»، كما يقولون. وابي كان ذا صلة مباشرة بالشيخ سيد رحمه الله.
من هو سيد درويش
ولد فنان مصر الكبير سيد درويش في هذا البيت وهذا الحي «كوم الدكة» في 17 مارس 1893 وتوفي في منتصف سبتمبر 1923 أي انه لم يعش الا ثلاثين عاما ملأ فيها الحياة في تلك الفترة فنا وموسيقى وألحانا خالدة.. خلدت اسمه وخلدت ايضا مرحلة هامة من حياة مصر اجتماعيا وثقافيا وفنيا، ولد سيد درويش لأب بحار فقير من ابناء كوم الدكة يمتلك فقط شبه ورشة لصناعة المنتجات الخشبية ومستلزمات البحر من الأخشاب.
اما بداية سيد درويش فكانت في المعهد الديني في الاسكندرية، حيث استكمل حفظ القرآن وتجويده وكان ذلك في العام 1905، أي عندما كان في الثانية عشرة من عمره، وفي هذا يلتقي مع الكبار من أهل الفن من بعده، مثل الموسيقار محمد عبدالوهاب وام كلثوم وزكريا احمد وغيرهم، الذين كانت انطلاقتهم دينية ومن تلاوة وحفظ القرآن تحديدا.
سافر سيد درويش عندما أطل على الناس كمطرب يافع وموسيقي مليء بالموهبة الى حلب، حيث ارتوى فنا وموسيقى وسمع غناء أهل الشام وأخذ الكثير من أقطاب أهل الفن هناك إلا انه عاد الى مصر في العام 1912 ولم يلبث ان اصبح نجما لامعا لم يصل احد غيره في الجودة التي وصلت اليها الحانه واعماله العبقرية في الموسيقى.
وفي العام 1917 بدأ نشاطه المسرحي، وفي المسرح الغنائي تحديدا، مع فرقة جورج ابيض الذي اسس المسرح القومي في مصر ولحن مجموعة كبيرة من الروايات المسرحية ولحن ايضا العديد من مسرحيات نجيب الريحاني وتفاعل كثيرا مع ثورة 1919 وقدم الكثير من الاعمال الموسيقية الوطنية التي غدت ملامح لمصر في دنيا الفن، وكان أهم هذه الاعمال تلحينه أو وضعه للسلام القومي المصري الذي غدا رمزا لموسيقى مصر والذي عمد الرئيس الراحل انور السادات في نهاية السبعينيات كلا من موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب وميشيل المصري بإعادة توزيعه وتنفيذه في تسجيل جديد دون المساس بجوهره كهيكل موسيقي مكتمل، وحدث هذا حيث أنعم بعدها السادات بالدكتوراة الفخرية على عبدالوهاب.
ويقول المؤرخ المصري فكري بطرس في الطبعة الثالثة من كتابه (أعلام الموسيقى والغناء العربي في المائة سنة الماضية)، والصادر في العام 1964: «بهذا الموسيقار الخالد بدأ عهد جديد لتأريخ مصر الفني، فقد نهض سيد درويش بموسيقانا وطورها إلى ألحان شعبية خالصة، وقد حمل سيد درويش مشعل هذه النهضة بجدارة، فأكمل رسالة عبده الحامولي؛ إذ أن الحامولي استطاع أن يحرر الأغنية العربية من الأثر التركي والعبارات الغريبة عنها، فأصبحت الأغنية العربية خالصة أن جعلها واقعية، فيحس من يغنيها بأحاسيس الجماهير العربية ونبضاتها». إلى أن يقول: «نريد أن نقول مما تقدم إن سيد درويش كان صاحب مدرسة جديدة في تطور الأغنية العربية إلى أغنية تنبض موسيقاها بكل كلمة فيها، وتستطيع أن تحس من ألحانها بمعاني كلماتها، كما يمكنك أن تشهد من ألحانها صورا حية من معانيها وألفاظها، كما أن سيد درويش انتقل بالأغنية إلى عالم الواقع، فلم تعد في الأغنية رتوش، بل أصبحت صورة حية صحيحة تمثل الجيل الذي كان يعيش فيه».
ويذكر فكري بطرس في كتابه أيضا أن سيد المسرح الغنائي في مصر سلامة حجازي عندما قدم سيد درويش في ظهوره الأول إلى جانبه مع فرقة جورج أبيض على تياترو عباس في القاهرة عام 1916 قدمه للجمهور قائلا: «احفظوا اسم هذا الشاب جيدا، واذكروا أني فخور به معتز بفنه».
تراث سيد درويش
في عمره القصير حقق سيد درويش ما لم يحققه الاوائل أو من تبعه في عالم الفن والإبداع، حيث ترك قوائم عمل فني كبيرة كانت تراثا فنيا ثريا كان منه عشرة ادوار، ثلاثة منها مسجلة بصوته ودور واحد مسجل وموجود بصوت محمد انور «يوم تركت الحب»، كما انه وضع عددا ليس بالقليل من الموشحات، حيث بلغت نحو 17 موشحا على النمط القديم، منها الموشح الشهير «منيتي عز اصطباري» وموشح «يا عذيب المرشف»، كما كانت له الكثير من الأغنيات التي هي بحكم ما يردده كل المواهب العربية في الغناء والموسيقى، ومما يذكر من تاريخ سيد درويش امام الباحثين في تاريخه الفني انه قدم نحو 22 اوبريتا خلال 6 سنوات فقط من حياته الفنية، كما ألف عشر سيمفونيات موسيقية تعد هي الأبرز عربيا، أما بالنسبة للأغنيات فلحن الكثير من الطربيات والاغنيات الخفيفة، حيث له نحو 50 اغنية خفيفة غير الطربيات حفظها ورددها العالم العربي وما زال يرددها.